التلبـينه النـبويه وتأثيرها على الـحـزن

  التلبـينه النـبويه وتأثيرها على الـحـزن




قال صلى الله عليه وسلم فيها ـ(التَّلْبِينَةُ مَجمَّةٌ لفؤادِ المريضِ تَذهبُ ببعضِ الحُزْن)ـ ومعناه أنها مُريحةٌ له
أى تُريحهُ وتسكِّنُه لأن الغم والحزن يُبَرِّدان المزاجَ، ويُضعفان الحرارةَ الغريزية لميلِ الروح الحامل لها
إلى جهةالقلب الذى هو منشؤها، وهذا الحساءُ يُقوِّى الحرارة الغريزية بزيادته فى مادتها، فتزيلُ أكثرَ
ما عرض له من الغم والحزن
وقد يُقال وهو أقربُ : إنها تَذهبُ ببعض الحُزن بخاصيَّةٍ فيها من جنس خواصِّ الأغذية
المفرِحَة، فإنَّ من الأغذية ما يُفرِح بالخاصية.. والله أعلم.
فى ((الصحيحين)) من حديثِ عُرْوةَ، عن عائشةَ: أنها كانتْ إذا ماتَ الميتُ من أهلِها
واجتمع لذلك النساءُ، ثم تفرَّقْنَ إلى أهلهن، أمرتْ ببُرْمَةٍ من تَلْبينةٍ فطُبِخَتْ، وصنعت ثريداً
ثم صبَّت التلبينةُ عليه، ثم قالت: كُلوا منها، فإنى سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ـ التَّلْبِينَةُ مَجمَّةٌ لفؤادِ المريضِ تَذهبُ ببعضِ الحُزْن ـ

التَّلْبين: هو الحِسَاءُ الرقيقُ الذى هو فى قِوَام اللَّبن، ومنه اشتُق اسمُه، قال الهَرَوىُّ
سميت تَلبينةً لشبهها باللَّبن لبياضِها ورقتِها، وهذا الغِذَاءُ هو النافع للعليل..وإذا شئتَ أن
تعرِفَ فضل التَّلْبينَةِ، فاعرفْ فضل ماء الشعير، بل هى ماءُ الشعير لهم، فإنها حِساء متَّخذ
من دقيق الشعير بنُخالته، والفرق بينها وبين ماء الشعير أنه يُطبخ صِحاحاً، والتَّلبينَة تُطبخ
منه مطحوناً، وهى أنفع منه لخروج خاصيَّةِ الشعير بالطحن ـ

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

كتاب الطب النبوي


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire